Page 73 - web
P. 73

‫‪437‬‬  ‫والتقمـص الوجـداني‪ ،‬وشـخصية القائـم‬                 ‫بتنميـط الآخـر على نحـو يبـدو معـه الحـوار‬                  ‫‪ - 5‬النزوع نحو التقييم الثقافي‪.‬‬
     ‫بالاتصـال وكاريزميتـه‪ ،‬ويـرون أن هـذه‬               ‫وجهـود التعايـش وكأنـه تـرف فكـري؛ ممـا‬         ‫قـام ‪ Zaharna‬في عـام (‪ )2001‬بدراسـة‬
     ‫العناصـر الخمـس هـي التـي تحـدد قـدرة‬               ‫يقودنـا لضـرورة الرصـد والتحليـل لرسـائل‬        ‫الدبلوماسية العامة التي تقوم بها الولايات‬
     ‫النشـاطات الاتصاليـة على تحقيـق أهدافهـا‬            ‫الإعلام؛ فالثابـت فيمـا سـبق أن الإعلام‬         ‫المتحـدة الأمريكيـة مـن واقـع التحليـل‬
     ‫على نحـو واضـح ومباشـر‪ .‬بينمـا يؤكـد‬                ‫اتسـم بـدور غير جيـد؛ لـذا ينبغـي التركيـز‬      ‫الاتصـالي مؤكـ ًدا وجـود الكثير مـن العوائـق‬
     ‫‪ Greene, Burleson 2003‬أن فاعليـة‬                    ‫على التفكير في تحويـل النشـاط الإعلامـي إلى‬
     ‫الاتصـال الثقـافي تقـوم في الأسـاس على‬              ‫نشـاط محفـز ومعـزز‪ ،‬بحيـث ينتقـل خطابنـا‬                         ‫للتواصـل الفعـال منهـا‪:‬‬
     ‫الممارسـة الفرديـة؛ إذ تتركـز حـول القائـم‬          ‫مـن السـياق النخبـوي إلى السـياق العـام‪.‬‬        ‫‪ - 1‬أحاديـة الخطـاب الأمريكي وانعـدام‬
     ‫بالاتصـال وقدراتـه ومسـتوى قناعاتـه‬
     ‫وفهمـه العميـق للطـرف الآخـر‪ ،‬وقدرتـه على‬                           ‫والأمـر هنـا يتطلـب تأكيـد‪:‬‬                                  ‫ا لتشـا ر كية ‪.‬‬
     ‫التقمـص الوجـداني لمواقـف الآخـر‪ ،‬وعليـه‬              ‫‪ -‬طبيعة الاتصال والإعلام الثقافي ودوره‪.‬‬       ‫‪ - 2‬سـيادة عـدم الفهـم للقيـم والثقافـة‬
     ‫يتضـح أن العنصـر الرئيـس في هـذه العمليـة‬           ‫‪ -‬العوامـل المرتبطـة بالقائـم بالاتصـال‬
     ‫هـو القائـم بالاتصـال كفـرد‪ .‬بينمـا يحـدد‬              ‫باعتبـاره منتـج الرسـالة الاتصاليـة‪.‬‬                            ‫العربيـة والإسلامية‪.‬‬
     ‫‪ Chen , Starota 2008‬نموذ ًجـا إطار ًيـا‬             ‫فالإعلام الاتصـالي الثقـافي المعاصـر يقـوم على‬  ‫‪ - 3‬ظهور النشاطات الاتصالية بشكل يوحي‬
     ‫عا ًمـا لفاعليـة الاتصـال الثقـافي وفـق ثلاثـة‬      ‫أسـس فلسـفية‪ ،‬ويحـدد ‪Senghass 2002‬‬
                                                                                                                             ‫بفرض القرار الأمريكي‪.‬‬
                                      ‫منا ظير ‪:‬‬              ‫الاختلافـات التـي يجـب أن تلاحـظ وهـي‪:‬‬      ‫‪ - 4‬اقتصـار النشـاطات على القـادة والزعمـاء‬
                                                         ‫‪ - 1‬أن التغير الفكـري ونتائـج الممارسـة في‬
     ‫‪ - 1‬المنظـور الشـعوري ‪ )Affective 2‬المنظـور‬                                                                              ‫والمؤسسـات الوطنيـة‪.‬‬
     ‫المعـرفي ‪ )Cognitive 3‬المنظـور السـلوكي‬                                     ‫عالـم يعـاد بنـاؤه‪.‬‬     ‫مـن جانـب آخـر ركـزت دراسـات حـو التـأزم‬
     ‫‪ Behavioral‬وأن تعاضـد هـذه الجوانـب‬                 ‫‪ - 2‬الأبعـاد الحضاريـة للـذات والآخـر في ظـل‬    ‫السـياسي العالمـي على علاقـة مثـل تلـك‬
     ‫الثلاث هي التي تحدد درجة فاعلية الاتصال‬                                                             ‫العوائـق بنشـوء وتطـور حالـة عـدم الفهـم‪،‬‬
                                                                        ‫المتغيرات العالميـة الجديـدة‪.‬‬    ‫التـي أسـفرت عـن حالـة مـن العـداء‪ ،‬متطرقـة‬
                                       ‫الثقـافي‪.‬‬                       ‫‪ - 3‬تراجع الحتمية الثقافية‪.‬‬       ‫في هـذا الإطـار إلى ظاهـرة الإرهـاب وقضيـة‬
     ‫ويحـدد (‪ )Spitzberg 2008‬محـددات‬                     ‫لنصـل لفاعليـة الاتصـال الثقـافي (القـدرة‬       ‫الصـراع ومظاهـره السياسـية والعسـكرية‬
     ‫دافعيـة القائـم بالاتصـال في عـدة مسـلمات‪:‬‬          ‫على تسـهيل ومباشـرة النشـاطات الاتصاليـة‬        ‫والاقتصاديـة‪ ،‬فجـاءت دراسـة ‪Peterson‬‬
     ‫أن زيـادة الدافعيـة يعنـي زيـادة الفاعليـة‪،‬‬         ‫الثقافيـة بمـا يحقـق نتائـج مرضيـة وتقييمـات‬    ‫‪ )(2002‬لتحـدد مجموعـة مـن الأسـس‬
                                                         ‫جيـدة لحالـة التفاعـل)‪ .‬حـددت نظريـات‬           ‫التـي ينبغـي اتباعهـا للقضـاء على الإرهـاب‪،‬‬
                                 ‫وهـذا يشـمل‪:‬‬            ‫فعاليـة الاتصـال ‪3‬عوامـل‪ :‬المعرفـة‪،‬‬             ‫وذلـك مـن منظـور إصلاحـي شـامل‪ ،‬مـن هنـا‬
     ‫‪ -‬ثقة القائم بالاتصال في قدراته على الإنجاز‪.‬‬        ‫والدافعيـة‪ ،‬والمهـارة الاتصاليـة‪ ،‬ويضيـف‬        ‫تبرز أهميـة دور الإعلام والاتصـال في دعـم‬
                                                         ‫‪Samovar, Porter, McDaniel 2009‬‬                  ‫الأمـن مـن خلال تعزيـز الحـوار لبنـاء السـلم‬
       ‫‪ -‬اقتناع القائم بالاتصال بكفاءته وتأثيره‪.‬‬         ‫عنصريـن آخريـن همـا‪ :‬القـدرة على الشـعور‬        ‫المجتمعي كمنطلق لمواجهة العنف والتطرف‬
       ‫‪ -‬قدرته على التصرف في المواقف المختلفة‪.‬‬                                                           ‫المتسرت بأطـر دينيـة وثقافيـة‪ ،‬والواقـع يؤكـد‬
                                                                ‫ينبغي التركيز على‬                        ‫أن هـذه الأهـداف إذا مـا تـم البحـث عنهـا‬
                      ‫‪ -‬عوائد الاتصال المتوقعة‪.‬‬                 ‫التفكير في تحويل‬                         ‫بعيـ ًدا عـن الـدور الاتصـالي الجماهيري فلـن‬
     ‫وإذا كان القائـم بالاتصـال يمثـل المفـردة‬               ‫النشاط الإعلامي إلى‬
     ‫الرئيسة في هذه الجهود‪ ،‬فإن الوقوف فقط‬                    ‫نشاط محفز ومعزز‬                                                          ‫نصـل إليهـا‪.‬‬
     ‫عنـد حـدود القائـم بالاتصـال يعـد أمـ ًرا قاصـ ًرا‬                                                  ‫ولا شـك أن الحـوار يمثـل ثقافـة‪ ،‬وهـذه‬
     ‫للغايـة؛ إذ إن ثمـة عوامـل كثيرة تحـدد ك ًل‬                                                         ‫الثقافـة لا سـبيل للوصـول لهـا واقتنـاع‬
     ‫من المعرفة والدافعية والمهارة‪ ،‬فثمة عوامل‬                                                           ‫الجماهير بهـا بغير النشـاطات الاتصاليـة‪،‬‬
     ‫رئيسـة أخـرى منهـا علاقـة القائـم بالاتصـال‬                                                         ‫والواقـع أي ًضـا يؤكـد أن النشـاطات الإعلاميـة‬
     ‫بالمؤسسـة الإعلاميـة ومـدى تحكـم المؤسسـة‬                                                           ‫كان لهـا الـدور الرئيـس حتـى الآن في إعاقـة‬
     ‫الإعلاميـة بالمضمـون‪ ،‬وعلاقتـه بالخطـاب‬                                                             ‫عمليـة الحـوار وترويـج بواعـث رفضهـا‬
     ‫السـائد في وسـائل الإعلام وتكوينـه النفسي‬                                                           ‫وهدمهـا‪ ،‬ويشير ‪ Sullivan 2005‬إلى أن‬
                                                                                                         ‫القـوى المتطرفـة رغـم أنهـا تمثـل جماعـات‬
                         ‫والاجتماعـي والثقـافي‪.‬‬                                                          ‫صغيرة‪ ،‬فـإن وسـائل الإعلام المنتميـة‬
                                                                                                         ‫والمسـتقطبة مـن قبلهـم (الكثيرة) تدعـم‬
                                                                                                         ‫الرسـائل التـي تتضمـن رفـض الحـوار‪ ،‬وتقـوم‬

     ‫‪73‬‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78